طباعة الأنسجة الحية !

  • -
مشاركة

























ترجمة : معالى عبد الرحمن 

مجموعة من الباحثين في المملكة المتحدة يستخدمون للمرة الأولى التقنية المستخدمة في طابعات نفث الحبر لطباعة خلايا مأخوذة من العين.

هذا الإنجاز- والذي وردت تفصيلاته في بحث نُشر اليوم 18 ديسمبر في جريدة التصنيع الحيوي (Biofabrication) التي تُصدرها جمعية الفيزياء – يمكن أن يساعد في إنتاج قطع أنسجة حية مصنوعة من الخلايا الموجودة في شبكية العين البشرية مما قد يسهم في علاج العمى.

تعتبر النتائج الحالية مبدئية وتثبت صحة فكرة أن الطابعات نافثة الحبر يمكن أن تستخدم لطباعة خلايا العقد العصبية والخلايا اللاصقة المأخوذة من شبكية العين في الفئران البالغة (إيضاح من المترجم: خلايا العقد العصبية هي خلايا تقوم بنقل الإشارات العصبية التي تلتقطها العين إلى مناطق عدة في المخ، أما الخلايا اللاصقة فهي أحد مكونات الجهاز العصبي ولكنها لا تقوم بنقل الإشارات العصبية بل تقوم بربط الخلايا العصبية وعزلها عن بعضها البعض وتوفير الغذاء والأكسجين لها كما تقوم بالتخلص من الخلايا الميتة)، وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التقنية بنجاح لطباعة خلايا عصبية تامة النمو مأخوذة من الجهاز العصبي المركزي، وتُظهر النتائج أن الخلايا المطبوعة ظلت سليمة وقادرة على الحياة والنمو في الوسط المُستخدم لإنمائها.

وقد صرح كل من أ.د. كيث مارتن و د. باربرا لوربر من مركز جون فان جيست لعلاج المخ بجامعة كامبردج والذَين ساعدا في إجراء الدراسة قائلَين: "يُعد موت الخلايا العصبية في شبكية العين أحد مظاهر أمراض العمى، وتعتبر الشبكية أحد التراكيب شديدة التنظيم والإتقان، ويمثل الترتيب الدقيق لخلايا الشبكية بالنسبة لبعضها البعض الأساس الذي تقوم به العين بوظيفتها في الرؤية".

"تُظهر الدراسة التي أجريناها - ولأول مرة – أن الخلايا المأخوذة من العين كأحد مكونات الجهاز العصبي المركزي يمكن أن تُطبع باستخدام طابعة نافثة للحبر قائمة على الكهرباء الانضغاطية (إيضاح من المترجم: الكهرباء الانضغاطية هي الشحنات الكهربائية التي تتولد على سطح بعض المواد عند الضغط عليها). وعلى الرغم من أن نتائجنا مبدئية وما زال مطلوباً منا الكثير من البحث إلا أن الهدف هو تطوير هذه التكنولوجيا لاستخدامها في المستقبل لإصلاح تلف الشبكية".

إن القدرة على ترتيب الخلايا في نظام محدد بدقة قد مكن من استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال علوم الطب الحيوي لبناء تراكيب من الخلايا يمكن أن تستخدم في الطب التجديدي (إيضاح من المترجم: الطب التجديدي هو إحلال أو تجديد الخلايا البشرية التالفة بهدف استعادة وظيفتها).

استخدم الباحثون في هذه الدراسة طابعة نافثة للحبر تعمل بالكهرباء الانضغاطية، وتحت تأثير إشارة كهربائية محددة تقوم الطابعة بقذف الخلايا من فتحة قطرها أقل من الملليمتر. كما استخدموا أيضاً تقنية تصوير فيديو فائقة السرعة لتسجيل عملية قذف الخلايا بدقة بالغة حتى يتسنى لهم مراقبتها وتعديلها إن لزم الأمر.

"لكي تتم طباعة سائل من طابعة نافثة للحبر لابد أن تكون خواصه كاللزوجة والتوتر السطحي ذات قيم ثابتة تتغير في مدى محدود. وعند وضع خلايا في هذا السائل فإن خواصه تلك تتغير بشكل ملحوظ". هكذا علّق د. وين – كاي هسياو أحد أعضاء الفريق البحثي في مركز أبحاث نفث الحبر بجامعة كامبردج.

وما أن تتم طباعة الخلايا حتى يُجرى عليها عدد من الاختبارات لمعرفة كم منها ظل حياً بعد عملية الطباعة وكيف أثرت هذه العملية على قدرتها على البقاء والنمو. وقد استُخدم في هذا البحث كل من خلايا العقد العصبية والخلايا اللاصقة المأخوذة من شبكية العين في الفئران.

"نحن نخطط لإجراء هذه الدراسة باستخدام خلايا أخرى من الشبكية، كما نسعى لاستكشاف ما إذا كان من الممكن استخدام تقنية نفث الحبر لطباعة خلايا المستقبلات الضوئية التي تستجيب للضوء (إيضاح من المترجم: خلايا المستقبلات الضوئية هي الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين وهي التي تستقبل الضوء وتحوله إلى إشارات عصبية تُنقل بعد ذلك للمخ). كذلك نود أن نطور عملية الطباعة لتكون ملائمة لاستخدام الطابعات ذات الفتحات المتعددة بدلاً من فتحة واحدة وبذلك نزيد الإنتاجية" هكذا لخص البروفيسور مارتن التجربة.

مصادر : 1

تحرير

Saad Lotfey

تابعوني @ Saad_Lotfey أو عبر الفيسبوك saad.lotfey