ترجمة : ريم على الكاشف .
فتح باحثي جامعة أديليد من جديد ملف الجدل حول مدى صحية المُحليات الصناعية؛ فقد كتب الباحثون في دورية علمية بعنوان "العناية بداء السكر" أنهم توصلوا إلى أنه لا يختلف تأثير تناول المشروبات المحلاة بالمُحليات الصناعية على الإنسان عن شرب كوب من الماء. ولكن تتعارض هذه النتائج مع ما توصلت إليه دراسات أخرى قامت على الأبحاث المعملية والبشرية.
وفي نفس السياق، قال كريس راينر، وهو من كبار الكتاب بالدورية وأيضًا أستاذ مساعد بكلية الطب في جامعة أديليد، إنه: "يطغى الجدل على هذا المجال البحثي بسبب كثرة الأبحاث فيه وتناقض نتائجها".
ويضيف راينر أن الجدل يتمحور حول ما إذا كان للمُحليات الصناعية أثر سلبي على أجسادنا مثل التسبب في تخزين الدهون. ويبحث العلماء أيضًا فيما إذا كان للمُحليات نفع مثل ارسال إشارات توحي للدماغ بالشبع، أم أنها غير مؤثرة ولا تتسبب في أي شيء على الإطلاق.
وقال راينر أيضًا: "في أحدث أبحاثنا التي قامت على رجال أصحاء، وجدنا أن رد فعل الأمعاء على المشروبات المحلاة صناعيًا كان محايد؛ أي أنه لم يختلف عن رد الفعل الناتج عن تناول كوب من الماء".
ولكن لم تتناول الدراسات بوضوح مسألة ما إذا كان للمُحليات الصناعية أثر إيجابي أو سلبي. أما راينر فأوضح أن فريق الباحثين لديه كان يرمي إلى محاولة فهم المزيد عما يحدث في أجسادنا.
بالإضافة إلى ذلك، لم تتفق الدراسات التي تبحث على مستوى السكان على آثار استخدام الإنسان للمُحليات الصناعية لمدة طويلة. ولكن أشارت دارسة ساهم فيها د. ريتشارد يانج إلى أنه هناك دراسة حديثة توصلت إلى أن مستخدمي المشروبات المُحلاة صناعيًا بانتظام أو بكميات كبيرة معرضون أكثر لخطر الإصابة بداء السكر من النوع الثاني.
وأضاف د. يانج: "تشير هذه الدراسات إلى أن المُحليات الصناعية قد تتفاعل مع الأمعاء على المدى الطويل، ولكن حتى الآن، لم يتمكن أي باحث من تحديد أنظمة تفاعل تلك المُحليات"، وأوضح يانج: "إن هذ المجال معقد لأن الطريقة التي تكتشف بها مستقبلات المذاق الحلو في أمعائنا المذاق حلو وطريقة التعامل معها ليست بسيطة".
وأضاف الفريق أنه يبدو أن المُحليات الصناعية لها تأثير محدود على المدى القصير، ولكن الحال يختلف بالنسبة للمرضى في مرحلة ما قبل السكر أو من يعانون بالفعل من السكر، وذلك لأنهم على الأرجح يستخدمون كميات كبيرة من المُحليات الصناعية بانتظام، وبهذا يعلل يانج الحاجة إلى المزيد من الأبحاث في هذا المجال.
وفي الأسبوع الماضي، قررت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية أن الأسبرتام آمن في حالة الاستعمال المعتدل، وأوضحت الهيئة الأوروبية أنها فحصت أدلة معملية من جديد، واستمعت إلى آراء المهتمون بالأمر، واستعانت بأكثر من 200 تعليق أُدخلوا عن طريق الإنترنت، وقرروا أن المُحلي آمن. وقالت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إن رأيها من أكثر حسابات المخاطر الأسبرتام الشاملة التي أُجريت من قبل.
مصادر : 1